Thursday, October 24, 2019

"مقالة شكر النعم والتعليق عليها"

مبسلما و حامدا و مصلیا و مسلما
مما لا يرتاب فيه إن هذه المقالة "شكر النعم" تعد من المقالات الدينية الرائعة في عرض الفكرة الخاطئة بين الناس ووصف المعالجة لها بيانا شافيا وراقيا.
فإن الفكرة الفاسدة التي عششت بيتا في نفوس الناس هي ظاهرة الشكوى من ضنك الحياة, وغلاء العيش. فإن راقم الكلمات- بلا شك- أدى الأمانة التي وضعت على كواهله من حيث هو داعية إسلامي فبالتالي من مسئولياته طرح الأفكار الخاطئة و العلاج بها بكل ما تهيأ له من الوسائل المتاحة, فرب المقالة في رقم هذه السطور سلك مسلك الطبيب النابه ذي اليقظة التامة في تشخيص المرض المهلك و توصيفه له دواء يتوسل من خلاله المريض إلى ساحل النجاة وشاطئ الطمانينة والقرار بدل ان يغرق نفسه في أعماق هذا المحيط القاتل.
فإنه بدأ كلامه قائلا: كل يشكو اليوم بضنك معيشته وخشونة شظف عيشه وغلاء الحوائج التي لا بد منها ثم يعد على الناس من الطوائف المختلفة الذين ينتمون إلى عديدات من المجال وعدم كونهم مطمئنين راضيين وقانعين فيما في أيديهم فبالتالي إنهم بدؤا يشكون بصورة تعوق حياتهم من التطور وتمنع عجلات محياهم من التحرك إلى التقدم حتى يبدو أن الحياة كلها أصبحت ذات حسرات  ونقصان وندامة وخسران ومن هنا تأتي مهمة الداعية الاسلامي من حيث إنه يخرج الناس من مثل هذه القعرات ويوصلهم إلى قاعة السلامة والإسلام ومن ثم فإن المؤلف بدأ يحصي عليهم من النعم التي أنعم الله بها علينا وكرمه الذي عم فينا وعطائه الذي أشاد على نفوسنا, وفي المرحلة التالية ينصحهم قائلا: أكان تواجد هذه الأفراح وذلك الرغد من العيش في الأيام الماضية بعيدة الأغوار في الصورة التي تبرز في هذه الآونة؟ ابدا لم يكن هذا أصلا. ثم ينصح الناس قائلا: وهذه الحقائق لا تنكشف عليك جلية إلا بعد أن تنطلق إلى من أصابتهم مصيبة ونزلت عليهم النازلات, وطلعت عليهم طوالع المشاكل والأزمات وأنت في أمن آمن وسلامة سالمة من كل هذه العاهات فالمفروض منك أن تقابل هذه النعم بالشكر والامتنان بينما أنك تعرض عن هذا البيان وتقابله بالشكاوى والكفران.
ثم يحاول صاحب المقال أن يعرض عنان الناس إلى آيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة حيث إنهما أدوية شافية للقلوب المنحرفة فقال: إن الله كثيرا ما وازن الشكر بالكفر فقال: "لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم الخ" وقال: "واشكرولي ولا تكفرون" ويتضح من خلال هذه الآيات جليا بأن كفران النعم ربما يودي إلى الكفرالحقيقي والإنكار إلى ذات الله تعالى.(حفظنا الله به جميعا).
وتعكس هذه المقالة لنا صورة جلية للنصيحة والموعظة الحسنة التي تسرى إلى القلوب وينفذ سهامها إلى داخل سويداء النفوس.
ومن أهم ما تتميز به المقالة أنها قيمة وتدخل ضمن المقالات الموضوعية حيث ظهر فيها الأسلوب العلمي الذي اهتم بإبراز الفكرة ووحدة الموضوع والترابط بين الأفكار وحسن تقسيمها إلى عناصر وأجزاء واحتج فيها المؤلف بالحجج البالغة والأدلة المناسبة حيث جاء بها من القرآن الكريم والسنة النبوية وقد أجاد في أسلوبه بضرب الأمثال وطرح الأسئلة وبالتالي فإنها أصبحت نموذجا رائعا للمقالات الدينية وإن المقالة استوفت شروطها بحيث كانت عباراتها سهلة وواضحة خالية من التفلسف والغموض واستخدم قائلها الألفاظ الرشيدة والعبارات الأنيقة وأيضا أحسن في خاتمتها بحيث لخص كلما قاله ووصل إلى النتيجة المطلوبة بها و نصح الناس وطلب منهم منهج التمسك والالتزام به. فجزاه الله خير الجزاء على ما قدم لنا من الخيرات تمسكا بقول" قدم خيرك وانفع غيرك".

أبوعاتکة أزهار أحمد الأمجدي المصباحي غفرله   
خریج كلية أصول الدين، قسم الحديث، جامعة الأزهر الشريف، مصر۔
خادم الإفتاء بمرکز تربیة الإفتاء، أوجھاگنج، بستی، یوپی، الھند۔
إی میل: fmfoundation92@gmail.com
رقم المحمول: 00918318177138

No comments:

Post a Comment

Featured Post

  مبسملا و حامدا و مصلیا و مسلما             یار غار امیر المؤمنین حضرت ابوبکر صدیق اکبر رضی اللہ تعالی عنہ کی ذات محتاج تعارف نہیں، حضور ...

Popular Posts