Pages

Pages

Thursday, October 24, 2019

نبذة عن الجامعة الأشرفية وعلمائها


الحمد لله رب العالمين الذي خلق الإنسان فكرمه واصطفى الأنبياء منه دعاة وهداة للبشر إلى عبودية الله جل وعلا و خضوعه له وأعد على أيديهم أرسالا من العلماء والنبلاء الذين قاموا بمهمة الدعوة العظيمة في كل زمان ومكان خالصة له، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما. أما بعد:
فإن الدعاة و الدعوة السليمة لها دورة كبيرة وأهمية عظيمة في غايتها في الإسلام، بها اتسع نطاقه وانتشر أتباعه في الدنيا كلها، وقد قامت بإعداد الدعاة المدارس والجامعات بأنواعها المتشتتة التي بنيت على أيدي خدمة الدين في أطراف العالم ونواحيه منذ القدم. نظرا إلى هذه الدورة وتلك الغاية قد أسست المدارس والجامعات العديدة على وجه الأرض من الهند أيضا. منها:"دار العلوم الأشرفية مصباح العلوم"أذكر عن تاريخها وخدماتها وبعض أعلامها نبذة سريعة فيما يلي:
في شرق ولاية "أترابراديش" مدينة صناعية تجارية علمية تسمى بـ"مباركفور" وهي مقر الجامعة الأشرفية التي أنشأتها شخصيات بارزة من الشعب المسلم كمعهد دراسي للأطفال لتعليم القرآن الكريم ودراسة الصفوف الإبتدائية في بيت صغير سنة 1317هـ سموه بـ"مدرسة مصباح العلوم" ومازالوا يديرون دفتها ويقدمونها نحو الأمام بما لديهم من رغبة دينة وعواطف إسلامية، ويوفرون لها التبرعات المالية والنذور المادية رغم ضآلة الوسائل وقلة المواد ثم أغلقت أبوابها بظهور اختلاف شديد حول بعض العقائد الدينية والمفاهيم الشرعية، وذلك عام 1329هـ.
ثم قام بعض أعيان أهل السنة بإنشاء نفس المدرسة مرة ثانية عام1341هـ في حارة "براني بستي" بعنوان"المدرسة اللطيفية الأشرفية مصباح العلوم" نسبة إلى الشيخ عبد اللطيف الجشتي المدفون بقرية ستهن"SATTHIN" بمديرية سلطان فور، والشيخ علي حسين الأشرفي رحمهما الله تعالى.
وما زالت المدرسة تقوم بتزويد الجيل المسلم بالثقافة والتربية الدينية حسب نفوذها وإمكانياتها على نطاق غير فسيح، حتى تفضل بالقدوم سنة 1352هـ الموافق سنة 1932م عبقري إسلامي، وداعية كبير، حافظ الملة والدين فضيلة الشيخ عبد العزيز المحدث المرادآبادي (1312هـ-1396) رحمه الله جل وعلا، وتولى رئاسة هيئة التدريس حائزا منصب"رئيس المعلمين وشيخ الحديث" فارتفع مستواها العلمي، وتوسع نطاقها العلمي والدرسي، ولما طار صيتها أرجاء الهند جعل الطلاب يتهافتون عليها تهافت الفراش على النور والظمآن على الماء، وبدؤوا يأتون إلى الشيخ من كل فج عميق للشرب من نميره الفياض والتملؤ من عينه الثرة الصافية حتى ضاقت المدرسة بمارحبت.
ثم انتقلت من حارة"براني بستي" إلى حارة "غولا بازار" بقلب مدينة مبارك فور سنة 1353هـ بمساعي حافظ الملة والدين، وتم هنا إنشاء بناية فخمة جميلة ذات طابقين، وسميت بـ" دارالعلوم الأشرفية" وسارت ببركته الروحانية وجلالته العلمية نحو مستقبل زاهر تحمل خططا واسعة، ولم تبرح الدار تقوم بشئونها التعليمية والتربوية والإدارية في تلك البناية الجميلة، ولم تزل دوائرها تتطلب توسيعها.
حتى نقلها حافظ الملة سنة 1392هـ المصادفة سنة 1972م إلى أراضي فسيحة خارج المدينة في جهة الجنوب تقارب ثمانية وعشرين فدانا ((28ACRE حيث يجزي تشييد بنايات واسعة لأقسام الجامعة المختلفة وفق ماتمس إليها الحاجة، وبلغت مساحة الأرض الآ ن أربعين فدانا (40ACARE) بزيادة ما اشترى منها بعد ذلك، وسميت الدار بعد ما ذكر من نهضتها التقدمية الجلية بـ "الجامعة الأشرفية".
والجامعة في تقدم مستمر، ولا تزال تجري أعمالها الدراسية والإنشائية والبنائية بكل سكينة ووقار، واقتصاد واتزان. ولله الحمد والمنة أنها قد فازت في قيادة أبناء الأمة إلى هداية الضوء الإسلامي وإلى طرق التفوق في كل دورب الحياة الإنسانية، وازدهرت الجامعة كأنها رمزالدين والإسلام وأهل السنة والجماعة في هذا العصر- عصر الصحوة الإسلامية والنهضة الدينية -  وتحولت حاليا إلى محور حيوي تطوف حوله كافة نشاطات أهل السنة والجماعة في بلاد الهند، والجامعة تحتوي على زهاء عشرين معهدا يتفيأ في ظلالها ستة آلاف طالب وطالبة. يعود فضلها إلى الأيدي العامة المخلصة التي تبذل الجهود المكثفة والمساعي المتواصلة، مثل فضيلة الشيخ عبد الحفيظ المصباحي رئيس المجلس الإداري بالجامعة وأصحابه. والجامعة تلتمس من أصحاب الخير والإحسان من المسلمين في الهند وخارجها أن يقوموا بالمساعدات المالية بطريق إرسال التبرعات والهدايا لسد مصاريفها الباهظة الشاقة. إن الله لا يضيع أجر المحسنين.
والجدير بالإلمام أن الطلاب الذين يتخرجون من "الجامعة الأشرفية مصباح العلوم" يضمون عقب اسمه "المصباحي" انتسابا إلى"مصباح العلوم".
والجامعة الأشرفية فيها شعاب عديدة للتعليم والتعلم أذكرها إجمالا فيما يلي:
شعبة التخصص: (1) تخصص في الفقه (2) تدريب في الإفتاء (3) تخصص في تقابل الأديان(4) تخصص في الحديث و علومه.
الشعبة العامة: (1) المرحلة الإبتدائية (2) المرحلة الثانوية (3) المرحلة العالية (العالمية) (4) المرحلة العليا (الفضيلة) (5) قسم تحفيظ القرآن الكريم (6) قسم تجويد القرآن الكريم وترتيله: (أ) برواية حفص عن الإمام عاصم (ب) القراءات السبعة (ت) القراءات الثلاثة الباقية العشرة (7) المدرسة الإبتدائة للبنات (8) المدرسة الثانوية للبنات (9) معهد التدريب على الخياطة والتطريز للبنات (10) معهد التدريب على الكمبيوتر (11) معهد التدريب على التدريس.
          أقسام غيردراسية:
(1) قسم الصحافة والنشر: قامت الجامعة الأشرفية بتأسيس قسم الصحافة والنشر إلى ما تقتضيه الأوضاع الراهنة والظروف المعاصرة من الحاجات الملحة إلى خطوات بارزة مسرعة في مجال الصحافة والنشر والتوزيع وقد تم طبع عديد من الكتب بين صغير و كبير بعنايته حتى الآن.
          (2) المجلس الشرعي: من له إلمام بالأوضاع والظروف يعرف جيدا أن العلوم الطبعية بلغت اليوم قمة الرقى والإزدهار، ولا تزال في تقدم مستمر نحو الأمام، تظهر مختريات عجيبة إلى حيز الوجود بجهود علماء ها المتواصلة وتتوفر بها تسهيلات عديدة لكل من يعيش في العالم المعاصر، ولكنها رغم ما سبق من المنتجات والفوائد أوقعت الفقهاء والمفتين في حيرة وقلق لما تعقد من أحكامها في الشريعة الإسلامية، فوجب عليهم أن يقوموا بإستعلامها من القرآن الكريم والسنة النبوية وأصول الشريعة الإسلامية وفق ما تقرر القواعد، ثم يطلعوا الناس عليها ولكن القيام بهذه المسئولية الكبرى لكل واحد منه في غاية الصعوبة لأجل ما يعانون من مشاكل اقتصادية، وكانت الحاجة ماسة إلى إنشاء لجنة تتكون من العلماء الباحثين وكبار المفتين الذين لهم رغبة كاملة إلى شئون الأمة الدينة، لطرح حلول القضايا الجديدة والمسائل العويصة، تتيح لهم فرصة ذهبية للاجتماع والتشاور وإبداء ما خلد في قلوبهم من الآراء بصدد القضية التي نبذ ت على ساحة المناقشة، وتقوم بهداية الأمة الإسلامية إلى الصراط المستقيم.
          فأول من شعر بأهميتها وخطورتها هم أعيان "الجامعة الأشرفية" الذين رزقهم الله تعالى مع الإيمان عواطف إسلامية صادقة، مشاعر دينية مخلصة فقاموا بتكوين هذه اللجنة باسم "المجلس الشرعي" سنة 1413هـ/1992م وتم ترشيح العديد من العلماء المهرة كأعضاء المجلس، ثم شكلت هيئة حاكمة محتوية على ثلاثة من كبار الفقهاء والإفتاء، من مسئولياتها أن تستمع إلى الأبحاث والمنقشات والآراء من العلماء، ثم تقوم بطرح الحلول القضايا التي استعصت على الحاضرين المشتركين.
          و عقدت بعنايته ست عشرة ندوة فقهية علمية فأكثر حول قضايا حديثة هامة أذكر إحداها تفصيلا فيما يلي:
          الندوة الأولى: عقدت من 1/جمادي الأولى إلى4/جمادي الأولى سنتة 1414هـ الموافق 18/أكتوبر سنة 1993م من يوم الإثنين إلى يوم الخميس، فيها ست جلسات خاصة وجلسة الأخيرة عامة.
          عناوينها فيما يلي:
          (ألف) أحكام الأدوية الممزوجة بالكحول، والأشياء المصبوغة.
          (ب) حكم التأمين على الحياة والنقود.
          (ت) حكم الاشتراك في شركة رأسمالية واشتراء حصصها.
          الندوة السادسة عشرة: عقدت من 21/سفر المظفر إلى 23/سفر المظفر سنة 1429هـ.

          (3) قسم الإفتاء والقضاء: هذه الشعبة مشتملة على أربعة أفراد من المفتين والفقهاء (1) رئيس قسم الإفتاء والقضاء المفتي محمد نظام الدين المصباحي (2) المفتي محمد معراج عالم المصباحي (3) المفتي بدرعالم المصباحي (4) المفتي محمد نسيم المصباحي.
          هذه اللجنة المخلصة من الفقهاء تحلل المسائل الدينية وغيرها الموجهة إليها من الهند وخارجها بدقة ولغة سهلة. كل يوم تصدر الفتاوى من مكتب القضاء أربعين أوخمسين عددا فأكثر، التي أرسلت إليه من مكتبة البريد فضلا عن المعضلات الشفوية الموجهة إليه.
(4) مجلس البركات: تم تأسيسه سنة 1419هـ/1999م لتذييل الكتب الدراسية بالتعليقات والحواشي، وتأليف كتب جديدة بطراز نافع حديث في شتى العلوم والفنون، وإخراجها إلى حيز الطباعة والنشر ونشكر ربنا المنعم على إزدهار المجلس حيث يجري عمل التذييل والتعليق على كتب دراسية عديدة، وسوف يتم في ظرف شهور أوسنة، ثم يبتدئ التذييل على كتب أخرى تحتاج إلى شرح أو تعليق إنشاء الله تعالى. والمجلس في جهد مستمر لطباعة بعض الكتب التي تقررت دراستها في المدارس العربية والمعاهد الدينية في الهند، وقدتم هذا العمل المبارك في السنوات الماضية تقريبا بعون الله عز وجل وتوفيقه وما توفيقه إلا بالله.
(5) المكتبات:
(أ) المكتبة الرئيسيةالعامة: هي أكبر المكتبات في الجامعة، وهي خزينة كبيرة للكتب الدراسية وغيرها التي تتصل بعلوم مختلفة من التفسير والحديث وأصوله، والفقه وأصوله، والسيرة والتاريخ والأدب والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والعلوم العقلية وغيرها، إنها في لغات عديدة، يبلغ الآن عددها عدة آلاف كتب، ولها أهمية كبرى بين مكتباتها. يحصل منها الطلاب على الكتب في شوال كل عام حين بداية السنة الدراسية مجانا، ثم يعيدونها إليها في شعبان بعد أن يتم عقد الامتحان السنوي قبيل إجازة طويلة تحتوي ظرف شهر ونصف تقريبا، ويستفيد منها الأساتذة والعلماء والباحثون، ويشربون من نميرها الصافي الفياض، وفيها عدة مخطوطات لم تطبع حتى الآن.
(ب) مكتبة قسم الصحافة والنشر، تصدر منها مجلة شهرية المسمى بـ"ماهنامه أشرفية" تحتوي على مقالات قيمة وأفكار دينية، ويرسل في مدن الهند كلها تقريبا و البلاد الأخرى أيضا (ت) مكتبة قسم الإفتاء الخاصة (ث) مكتبة اللغة العربية (ج) دار المطالعة العربية (ح) دار المطالعة الأشرفية و غيرها.

الشخصيات البارزة:

        (1) فضيلة الشيخ محمد أحمد المصباحي دام ظله العالي.

اسمه و ولادته: محمد أحمد المصباحي الشهير بـ (خير الأذكياء) ولد سنة 1371هـ الموافق سنة 1952م في قرية بهيره، بمحافظة ماؤ، الولاية اترابراديش.
     نشأته ودراسته: تلقى الشيخ حفظه الله تعالى المرحلة الابتدائية من أمه وأكملها في "المدرسة الإسلامية الرحيمية" بهيره، ثم التحق بـ"المدرسة الأشرفية ضياء العلوم" بخيرآباد وأقام فيها خمس سنوات من 1381هـ - 1386. و بعد ذلك توجه الشيخ إلى "الجامعة الأشرفية" بمبارك فور أعظم جره، للحصول على الدراسات العليا، وتخرج منها 1389هـ/1969م على يد حافظ الملة العلامة عبد العزيز رحمه الله وجعل مثواه الجنة. لما تخرج منها ضم "المصباحي" باسمه نسبة إليها فأصبح "المصباحي" جزء من اسمه حتى إذا أطلق "المصباحي" أريد به الشيخ محمد أحمد المصباحي.
      حياته العلمية والعملية: بعد التخرج منها اشتغل بالتدريس بعدة مدارس وجامعات ثم مازال اشتغل بـ"الجامعة الأشرفية" بالتعليم والتدريس والرشد والهداية، من 1406هـ/1986م حتي الآن.
      مصنفات نافعة في موضوعات شتى منها: (1) تدوين القرآن (2) معين العروض (3) الإمام أحمد رضا والتصوف (4) المحاسبة العلمية في المعجزات (5) الإمام أحمد رضا وبصيرته الفقهية في ضوء كتابه "جد الممتار حاشية على ردالمحتار(5/مجلد) (6) واجبات المتعلم والمعلم وآدابها- كلها باللغة الأردية (7) حدوث الفتن وجهاد أعيان السنن- باللغة العربية.
          وتصدى بترجمة بعض الكتب الإسلامية من الأردية إلى العربية وبالعكس وله أغلى المقدمات والتعليقات على بعض كتب التراث منها: (1) جمل النور في نهي النساء عن زيارة القبور (2) إعداد وتقديم على جزأي"جدالممتار حاشية على رد المحتار" (3) ترجم بعض نصوص"العطايا النبوية في الفتاوى الرضوية" (30/مجلد) من العربية والفارسية إلى الأردية من الجزء الأول، والثالث، والرابع، والتاسع (4) مقامع الحديد على خد المنطق الجديد (5) إعداد وتقديم على"الكشف الشافيا حكم فونوغرافيا، وغيرذلك من الأبحاث والمقالات القيمة.
      سلوكه وأخذه الطريقة: بايع على يد المفتي الأعظم العلامة مصطفى رضا خان النوري بمدينة بريلي في الطرقة القادرية وذلك سنة 1393هـ/1973م.
      خدماته بالجامعة الأشرفية: المصلحون في الأمة الإسلامية هم مشاعل الهداية والرشاد، ومصابيح الأمل والتوجيه، وهم البراهين على الخير لكل من يرجوهم ويطلبهم وشيخنا محمد أحمد المصباحي رئيس هيئة التدريس بـ"الجامعة الأشرفية" من أولئك الرواد في مجال الإصلاح والتجديد في عصرنا هذا. وقد أسهم بدور فعال في إقام الروابط وتوثيق العلاقات بين مختلف المدارس والجامعات الإسلامية في الهند وسعى في تحديث نظمها التعليمية. فجزاه الله خيرالجزاء بفضله ورأفته، وأمنه من الحوادث والكوارث تمام عمره.آمين.

فضيلة الشيخ المفتي الأعظم محمد نظام الدين المصباحي دام فيضه وكرمه

اسمه ومولده: محمد نظام الدين بن خوش محمد الأنصاري بن سخاوت علي الأنصاري بن فتح محمد الأنصاري بن خدا بخش الأنصاري، ولد سنة 1957م في قرية بهوجولي بمحافظة كشي نغرالولاية اترابراديش.

نشأته وتربيته:
ولد في أسرة دينية فوجهته أسرته إلى التعلم الديني حبا في الإسلام، ورغبة في حب النبي عليه الصلاة والسلام فكانت بداية نشاطه التعليمي في قرية اسمها "غلامي جبرا" قريبا من قريته ثم سافرلدراسة المعقول والمنقول إلى المدرسة "الأنجمن معين الإسلام" بمحافظة بستي الولاية اترابراديش، ثم انتقل من هنا إلى "المدرسة عزيز العلوم" بمحافظة بهرائج الولاية اترابراديش أيضا وتعلم فيها إلى الصف السادس من الدراسة العالية ثم التفت إلى "الجامعة الأشرفية" وصلها سنة 1396هـ/1976م في الدراسة العليا من الصف السابع فأراد أنه سيدرس في مدرسة من المدارس الإسلامية بعد تكميل الدراسة العليا من "الجامعة الأشرفية" لكن قبل أن يكمل دراسته ألح إليه أستاذه المشفق نائب المفتي الأعظم محمد شريف الحق الأمجدي المصباحي رحمه الله تعالى (شارح صحيح البخاري) بعد معرفة إرادته لا ينبغي لك أن تعمل كالعلماء الآخرين الذين يجعلون يدرسون بعد اختتامهم الدراسة العليا في مدرسة ما، بل لك أن تمتاز عن الآ خرين وتخصص في موضوع من الموضوعات المحددة من التفسير والفقه كذا وكذا... فاستجاب لأمره الممدوح المكرم واختار الفقه الإسلامي و قال: إن الفقه علم من العلوم الذي يشتمل علي القرآن و الأحاديث والعلوم الأخرى بخلاف ما عداه فإنه مقصور في مجاله، وهكذا فبدأ التخصص في الفقه  بعد تكميل الصف السابع من الدراسة العليا و قبل تخلصه الصف الثامن منها تحت رعاية معلمه المشفق، فسقاه شرابا طهورا وعسلا مصفى من العلم والفقه والمعرفة واستفاد الممدوح نفسه من تحقيقاته وتدريباته وتصنيفاته، وما كانت أية شعبة مستقلة بها قبل ذلك فكأنه سبب بإنجاب شعبة التخصص في الفقه بها التي مستمرة إلى هذا الزمان مع الشعاب الأخرى. وجهد فضيلة الشيخ جهدا بالغا كما أراد الله سبحانه تعالى، وجهده بأخذ العلم يتجلى بما قال لنا أبناء "الجامعة الأشرفية" حينما أراد أن يحرضنا على طلب العلم بجهد مسلسل واستقلال: قد قرأت أكثر رسائل المجدد الإمام أحمد رضا القادري قدس سره في زمن دراستي، وعدد رسالاته تبلغ مبلغ أربع مئات أوأكثر، فمن ناحية يرشد كلامه إلى أنه قد بالغ في تحصيل العلم بقراءة الكتب الأخرى مع الكتب المنهجية، ومن ناحية أنه وإن لم يجد زمن المجدد الإمام أحمد رضا القادري رحمه الله لكنه قد استفاد من كتبه ورسائله مثل الفقهاء الآخرين في الهند استفادة كاملة. حتى استفاض علمه وأصبح حصينا للإسلام والمسلمين. فعين بـ"الجامعة الأشرفية" في ثنايا دراسته 1398هـ مساعدا للمدرسين. وبعد تكميله التخصص في الفقه من خلال سنتين أكمل الدراسة العليا التي بقيت له من المنهج الهندي، ثم  قرر بها مدرسا مستقلا سنة 1398هـ/1980م  وهكذا.
          فهل هو اكتفى بتدريس الطلاب فقط؟
لا! كيف يمكن هذا وهو متحرك فطرة لا جمود فيه ولا كسول فحركته وجده واستعداده قد أبلغه إلى أنه بدأ كتابة الفتوى سنة 1401هـ بعد تدريسه حوالي خمس سنوات، وخطب في أنحاء العالم، وصنف الكتب في مجالات مختلفة، ورد "الفرقة الديابنة" فكتب الفتوى المبسوطة الأولى ردا عليها في بعض المسائل الفروعية لإرتدادها عن الفقه الحنفي، فنشرت هذه الفتوى مع إحدى مصنفات نائب المفتي الأعظم في رد عقائد الديابنة وهذا له إعزاز عظيم.
      الميادين المحبوبة عنده: التدريس، الإفتاء، إنشاء المقالة، إجابة السوالات الموجهة إليه في شئون الإسلام وغيره من الخواص والدهماء في الحفلات والمجالس، الاشتراك في الندوات، قد حضر الممدوح في الملتقات الفقهية وغيرها تبلغ عددها واحدا وخمسين عددا بل أكثر منه بكثير.
مصنفاته: صنف الممدوح المكرم الكتب المختلفة في موضوعات شتى تبلغ ثلاثين كتبا أذكربعضها فيما يأتي:
         (1)عصمة الأنبياء(2) الحواشي الجلية في تائيد مذهب الحنفية (3) شير بازار كى مسائل،أي مسائل حصص الأسواق (3) جديد بينك كاري اور إسلام، أي المصرف البنكي الجديد والإسلام(4) عظمة الوالدين(5) مبارك راتين أي الليالي السعيدة(6) لاؤد اسبيكر كا شرعي حكم أي الحكم الشرعي لاستخدام المزياع في الصلاة(7) كميشن بر صدقات كي وصولي أي حصول الصدقات بالمعولة(8) روضه انور كي زيارت أي زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم(9) مسائل الزكاة (10)علاج كى لئ انساني خون كا استعمال أي استخدام الدم الإنساني للمعالجة (11)اسلام كى سات بنيادي اصول أي الأصول السبعة للإسلام (12)اعضاء كي بيوند كاري أي ترقيع الأعضاء (13) تعميرالمزارات(14) طبيب كى لئ اسلام اورتقوى كي شرط أي شرط الإسلام والتقوى للطبيب (15) دو ملكون كي كرنسيون كا ادهارتبادله وحواله (16)جديد ذرائع ابلاغ اور رويت هلال أي مسئلة روية الهلال و والذارئع الجديدة من الإبلاغ(17) امام بخاري كى حالات أي حالات الإمام البخاري رحمه الله(18) مقدمة للترمزي(بالعربية)(19) تعليق شرح مسلم للنووي(بالعربية) (20) الإمام الترمذي ومآثره العلمية(بالعربية) (21) المحدث أحمد على السهارنفوري(بالعربية) (22) ترجمة صاحب الصحيح: الإمام ابو الحسن مسلم بن الحجاج رحمه الله(بالعربية) (23) ترجمة الشارح: الإمام ابو ذكريا يحي بن شرف النووي شارح صحيح مسلم رحمهما الله(بالعربية) وغيرذلك. وأنشأ المقالات التي تبلغ عددها خمس وعشرين ومئاة مقالة.
      الجوائز القيمة: بهذه الجهود المتوالية وغيرهها مما لم أذكرها قد أحرز قصب السبق حول العلماء والفقهاء من الهند، فلقب بـ"محقق المسائل الجديدة" و "سراج الفقهاء" وقدم إليه إيوارد والجوائز منها: صدر الشريعة ايوارد، حافظي ايوارد،قائد أهل السنة ايوارد.
          المناصب العالية: المدرس، المفتي، ناظم المجلس الشرعي، رئس شعبة الإفتاء بالجامعة الأشرفية، ركن مجلس المشاورة، قاضي الشريعة بمحافظة كوركفور، ركن الملتقى الدهلي، ناظم "مركز تربية الإفتاء" أوجها غنج بمحافظة بستي.
      وسافر إلى بلاد مختلفة منها: برطانية، اسكات ليند، باكستان، ماريشش.
      البيعة والخلافة: بايع على أيدي المفتي الأعظم الشاه مصطفى رضا خان النوري البريلوي، وأخذ والخلافة والإجازة من برهان الملة الشاه محمد برهان الحق جبل بوري، وأمين الملة الشاه محمد أمين القادري المارهروي نسأ الله في عمره.
          فهو من فقهاء الأئمة البررة تفقه في الدين ونبغ فيه، حتى بدأ يحلل المسائل والمشكلات بسهولة ويسر وهذا لا يتأتى إلا من فضل الله عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيريفقهه في الدين.رواه البخاري. أخذه الله في رعايته وشفاه من المعضلات والمشاكل كلها عاجلا كاملا، وغفر له ذنبه كله، دقه وجله. آمين.

فضيلة الشيخ محمد صدرالورى المصباحي أطال الله عمره
اسمه و ولادته: محمد صدرالورى بن عبد الحميد بن دين محمد، ولد سنة 1972م بقرية "منهدوبار" بمديرية سنت كبير نغر (بستي) الولاية اترابراديش الهند.
في مجال التعلم: قرأ الكتب الإبتدائة في العلوم االمتنوعة بـ" دار العلوم لأهل السنة شمس العلوم" بمنهدوبار،على أيدي الأستاذ شرافت حسين المصباحي وغيره، ثم ارتحل إلى "الجامعة الأشرفية" والتحق به سنة 1983م وبذل الجهد كله للدراسة العليا فيها.
إن فضيلة الشيخ استقر في الجامعة الأشرفية سبعة أعوام وتلقى العلوم المتداولة على أيدي كبار العلماء والنبلاء، منهم: (1) المحدث الكبير ممتاز الفقهاء العلامة ضياء المصطفى القادري الحنفي المصباحي رئيس هيئة التدريس السابق بـ"الجامعة الأشرفية" (2) شيخ القرآن والتفسير العلامة عبد الله العزيزي المصباحي رحمه الله (3) فضيلة الشيخ العلامة عبد الشكور الكياوي المصباحي وغيرذلك.
في مجال التدريس: بعد التخرج من الجامعة الأشرفية نزل في ساحة التعليم والإفادة بحيث عينه أستاذه المكرم مؤسس"الجامعة الأمجدية الرضوية" المحدث الكبير ضياء المصطفى القادري الحنفي" مدرسا للجامعة الأمجدية الرضوية بغوسي، بمديرية ماؤ، الولاية أترابراديش، وقضى فيها ست سنوات، ثم دعاه مدرسا رئيس المجلس الأداري بالجامعة الأشرفية إليها سنة 1996م فلم يزل يدرس فيها من العلوم العقلية والنقلية فهو من حيث المتكلم حالب والطاب شارب من مقاله المحترم العسل المصفى، والآن هو رئيس "قسم تقابل الأديان" فيها.
خدماته العلمية والفكرية: له عدة تعليقات على شروح ومتون شتى، ومقالات مهمة، ورسالات قيمة أخرى تدل على براعته في العلوم العقلية والنقلية والأدب، ها هي ذكرها إجمالا فيما يأتي: (1) تذكار الحكمة (1425هـ) حاشية على هداية الحكمة للأبهري. (2) جمع الفرائد بإنارة شرح العقائد (1422هـ) تعليقات على شرح العقائد لسعد الدين التفتازاني رحمه الله (3) تعليقات على جامع الترمذي (4) التنبيه المسدد على ما في التعليق الممجد للعلامة عبد الحي اللكنوي (5) إستعراض تحقيقي لإتهام الرأي على إمامنا الأعظم أبي حنيفة (رحمه الله) (6) فقاهة صدر الشريعة (العلامة أمجدعلي رحمه الله) في ضوء الفتاوى الأمجدية له (7) الأضواء على تعليقات صدر الشريعة على شرح معاني الآثار للإمام الطحاوي (8) استعراض تحقيقي لما أثير من الشبهات حول"كنز الإيمان في ترجمة القرآن" للإمام المجدد أحمد رضا خان القادري البريلوي (9) "نزهة القاري شرح البخاري" (للفقيه محمد شريف الحق القادري المصباحي رحمه الله) والرد على منكري التقليد (10) نظرة على"الرحلة إلى القمر في الإسلام" (11) المحدث الكبير حياته وخدماته (12) هل يجوز التصغير في حضرة الرسالة؟ (13) شرح حواشي القطبي للسيد الشريف علي بن محمد بن علي الجرجاني (14) قام بالترجمة لـ"منير العين في حكم تقبيل الإبهامين" للإمام المجدد أحمد رضا خان القادري رحمه الله(15) تحقيق وتعليق على: لمعات التنقيح شرح مشكاة المصابيح للعلامة عبد الحق المحدث الدهلوي(958هـ-1052هـ) وغيرذلك من المصنفات والمقالات القيمة.
كمايراه العلماء الفحول:
(1) قال المحدث الكبير العلامة ضياء المصطفى القادري- حفظه الله- تعريفا به في جمع حاشد من العلماء والطلاب:"إن مثله لا ينجبه الزمان إلا بعد عشرات أعوام".
(2) وقال الباحث الإسلامي الأستاذ المحقق محمد عبد الحكيم شرف القادري رحمه الله شيخ الحديث السابق بالجامعة النظامية بلاهور باكستان:
"وفي أثناء القيام بالجامعة (الأشرفية) اطلعت على"حاشية شرح العقائد" باللغة العربية التي ألفها وجمعها أخونا الفاضل العلامة صدر الورى- حفظه الله تعالى ورقاه إلى ذروة مرضياته- أستاذ الجامعة الأشرفية فسررت بحمد الله على حسن التقاطه واقتداره على اللغة العربية.(من تقريظه على جمع الفرائد).
(3) وقال فضيلة الشيخ العلامة أبوبكر بن أحمد الأمين العام لجميعة علماء أهل السنة والجماعة بعموم الهند، ولجامعة مكز الثقافة السنية كارنتور- كاليكوت كيرالا- الهند:
"وقد طالعت تعليقاته على شرح العقائد وحويت على مضموناتها فوجدتها تعليقات قيمة مفيدة جدا لطلاب العقيدة الإسلامية جديرة بالطبع والنشر. وأرجو من الطلبة الكرام أن يعتمدوا عليها في فهم شرح العقائد النسفية (من تقريظه على جمع الفرائد).
وهكذا أثنى عليه العلماء والفقهاء الآخرون أيضا فليس هومجاملة فقط بل هذه التأثرات الجميلة بعد عثورهم على اجتهاده و مقدراته الهائلة، أطال الله عمره وحفظه من كل البلاء والبلواء ورعاه في خدمة الدين والإسلام طوال حياته. آمين.

فضيلة الأستاذ نفيس أحمد المصباحي نسأ الله في أجله

هو عالم جليل وأديب لبيب وكاتب بارع نشاطه في مجال التدريس خصوصا بالأدب والبلاغة محمود و منظور لدى العلماء والنقاد، له مواهب بارزة ومناقب فخمة جعلته موضع ثقة وتقدير لدى العلماء الأعلام.
      اسمه ومولده: نفيس أحمد بن محمد زمان بن علي، ولد في حي من بلدة (سدهور) بمديرية بارة بنكي بالولاية اترابرديش بالهند.
      مجال دراسته: تلقى الدراسات الابتدائة في مدرسة حيه "المدرسة الإسلامية بحر العلوم" على علمائها، ثم جال المدارس الأخرى وأخذ العلوم والفنون، وبعد ذلك التفت سنة 1988م إلى الجامعة الأشرفية في مرحلة الفضيلة النهائية و تخرج منها على أيدي الأساتذة الفحول. والجدير بالذكر أنه فاز في مراحل التعليم كلها منذ المرحلة الابتدائة حتى مرحلة العليا بالدرجة الممتازة أو بالدرجة الأولى، هذا ما يدل على ذكاوته وفطانته.
          أذكر له بعض الأساتذة الكبار الذين شرب من مناهلهم العلوم المتشتتة منهم:
          (1) فضيلة المحدث الكبير العلامة ضياء المصطفى القادري الحنفي المصباحي (2) فضيلة الشيخ العلامة عبد الشكور المصباحي (3) خير الأذكياء العلامة محمد أحمد المصباحي (4) فضيلة الشيخ نصير الدين القادري المشهوربـ"نصير الملة" وغير ذلك.
          مجال تدريسه: بعد أن تخرج من الجامعة الأشرفية قام أولا بأعباء التدريس في مدارس مختلفة فبعد أن أقام بدار العلوم العليمية نحو سنتين استدعاه ولاة أمور الجامعة الأشرفية وعينوه أستاذا في قسم اللغة العربية والبلاغة والأدب، وهو نشيط منذ ذلك الأوان حتى الآن في شئون تدريس الطلبة والناشئين من الجيل الإسلامي الجديد.
      نشاطاته الفكرية والعلمية: ترجم فضيلة الشيخ بعض الكتب من الأردية إلى العربية للإمام المجدد أحمد رضا خان القادري الحنفي رحمه الله وهي كما يلي:
          (1) رد الرفضة (2) الأدلة الطاعنة في أذان الملاعنة (3) أعالي الإفادة في تعزية الهند وبيان الشهادة (4) غاية التحقيق في إمامة العلي والصديق (رضي الله عنهما).
          وله شروح وتعليقات عديدة على الكتب القيمة، ومقالات في مجالات شتى ذكرها مختصرا فيما يلي:

          (1) بردة مدحت: وهو شرح مختصر (2) كشف البردة: وهوشرح مطول (3) شرح قصيدتان رائعتان" للإمام المجدد أحمد رضا خان القادري رحمه الله (4) أصول الحديث (5) كلها باللغة الأردية. (6) شرح ديوان المتنبي (7) نظرة عابرة على حياة الشيخ الأمجدي (المفتي محمد شريف الحق رحمه الله) (8) ترجمة الشيخ عبد الحي الفرنجي المحلي (9) مصباح الإنشاء (10) ترجمة الشيخ المفتي عبد الله التونكي (11) التعريف بمؤلف "أصول الشاشي" (12) تعريف شامل بكتاب الهداية للمرغيناني ومصنفه ومحشيه وما يتصل به (13) نظرة على حياة حافظ صحيح البخاري الشيخ عبد الصمد السهسواني الهندي (14) سراج الفقهاء المفتي محمد نظام الدين الرضوي المصباحي حياته وخدماته (15) نظرة على حياة الشيخ العلامة محمد يس أختر المصباحي وخدماته ومآثره الجليلة (16) تحقيق وتعليق على شرح نزهة النظر للشيخ سيد وجيه الدين العلوي الغجراتي الهندي، كلها باللغة العربية، وغير ذلك.حفظه الله من بلاء الدنيا والآخرة واستخدمه في نشر الإسلام طول عمره.آمين.
          ومن هنا أبناء الجامعة الأشرفية ولها دورة فسيحة وخدمات قيمة للإسلام القويم لا تنسى مدى الدهر، صان الله سبحانه تعالى علماء أهل السنة والجماعة ومدارسهم وجامعاتهم في الدنيا كلها من الفوادح والنوازل جميعها. آمين بجاه سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.

             أبوعاتکة أزهار أحمد الأمجدي المصباحي غفرله             
خریج كلية أصول الدين، قسم الحديث، جامعة الأزهر الشريف، مصر۔
خادم الإفتاء بمرکز تربیة الإفتاء، أوجھاگنج، بستی، یوپی، الھند۔
إی میل: fmfoundation92@gmail.com
رقم المحمول: 00918318177138

No comments:

Post a Comment